--------------------------------------------------------------------------------
السيد / حسن نصر الله
ولد حسن نصر الله عام 1960 بحي الكرنتينا، وهو الأخ الأكبر لثلاثة أشقاء وخمس شقيقات،
وهو زوج للسيدة فاطمة ياسين وأب للشهيد هادي وجواد وعلي وزينب ومحمد مهدي.
كان في طفولته هادئا خجولا متدينا كثير القراءة. وعندما بدأ يهتم بالسياسة، تأثر بالإمام موسي الصدر، وكان يعتبره مثلا أعلي له، فانضم إلي حركة أمل التي أسسها الصدر. وفي عام 1976، سافر حسن نصر الله إلي مدينة النجف في العراق، لكي يتلقي العلوم الدينية في المؤسسة الدينية الشيعية (الحوزة).
كان نصرالله شديد التفوق في دراسته، حيث أنهي المرحلة الأولي من الدراسة، التي تحتاج عادة إلي أربع أو خمس سنوات في سنتين فقط، وهو ما ع د دليلا علي نبوغه المبكر. وفي عام 1978، غادر العراق، متخفيا متواريا عن أنظار النظام العراقي، نظرا لمعاناته من الاضطهاد الذي مورس ضد الحوزات الدينية (علماء وطلابا)، ثم عاد إلي لبنان ليواصل دراسته في مدرسة أسسها السيد عباس الموسوي، وأصبح مسئولا تنظيميا في حركة أمل بمنطقة البقاع.
إلا أن الثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت عام 1979تسببت في انقسام حركة أمل إلي معسكرين، الأول رأي أن المرجعية الشيعية لحركة أمل يجب أن تكون من داخل لبنان، بينما دعا التيار الثاني إلي اتخاذ الخميني كمرجع شيعي أعلي للشيعة في كل أنحاء العالم، بما في ذلك لبنان. وقد تكرس ذلك الانقسام بانشقاق حزب الله عن حركة أمل عام 1982 مع الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، حيث اعترض عباس الموسوي، ومعه حسن نصرالله، علي تحالف أحد قادة حركة أمل، وهو نبيه بري مع بشير الجميل المؤيد للصلح مع إسرائيل، حيث رأي نصر الله التمسك بخيار المقاومة العسكرية، واستعادة ثقافة الاستشهاد.
كان لنصرالله دور بارز في تعبئة المقاتلين ضد إسرائيل خلال سنوات المواجهة اللبنانية - الإسرائيلية، قبل أن يسافر إلي مدينة قم أواخر الثمانينيات، وقد ساهمت الفترة التي قضاها نصرالله في إيران في توطيد علاقته مع القادة الإيرانيين، فتولدت لديه قناعة -مازال يؤمن بها إلي الآن- بأنه لا غني عن الدعم الإيراني والسوري لحزب الله، حتي يواصل الحزب مقاومته للإسرائيليين.
تولي نصرالله مسئولية قيادة حزب الله عام 1992 إثر استشهاد السيد عباس الموسوي، حيث اختير بإجماع مجلس شوري الحزب أمينا عاما للحزب، علي الرغم من كونه أصغر أعضاء مجلس الشوري سنا.
وقد حقق نصرالله العديد من الإنجازات لحزبه، حيث لم يعد مجرد حركة مقاومة لبنانية مسلحة فقط، لكنه أيضا أسس العديد من الهيئات الاجتماعية، ومنها مؤسسات لرعاية أسر وأبناء الشهداء، هذا فضلا عن الأداة الإعلامية التي امتاز نصرالله بحسن استخدامها، ومنها قناة المنار الفضائية التابعة للحزب .
صاغ نصرالله نظرية توازن الرعب، حيث رد علي عملية عناقيد الغضب عام 1996بقصف متواصل وعنيف لمستوطنات إسرائيل الشمالية بصواريخ الكاتيوشا، وهو ما منع الإسرائيليين من اقتراف مجازر أخري ضد اللبنانيين منذ ذلك الحين. إلا أن الانتصار الأبرز لنصرالله كان إخراج الإسرائيليين من الجنوب اللبناني، باستثناء مزارع شبعا،
لكن الوجع الأكبر الذي يداريه نصر الله يبقى استشهاد بكره هادي الذي اصطادته اسرائيل مع اثنين من رفاقه المقاومين عام 1997 وهو في الثامنة عشرة من عمره. يومها ذهل الحاضرون حيال تماسك نصر الله، وكيف تلقى الخبر معتبراً ان الله أكرم عائلته بالشهادة. ويقول الذين وقفوا الى جانبه في تلك اللحظات انه اغمض عينيه على دمعتين ثم انصرف للصلاة. وعندما عادت جثة ابنه بعد عملية التبادل الشهيرة، اختلى بالجثمان مكفنا وبكى وقرأ لروحه آياً من الذكر الحكيم وأدعية ومسح رأسه ثم قبل جبينه
و في رواية اخري
يوم أبلغه رفاقه باستشهاد ولده البكر "هادي" في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، كان رده الوحيد، أن طلب منهم تركه وحده في مكتبه لدقائق معدودة.
وخلف الباب الموصد، لم يبكِ السيد "حسن نصر الله"، كما أفصح فيما بعد، بل خلا إلى نفسه، واستجمع كل قواه وقيمه ومفاهيمه التي أوصلته إلى هذا المقام. بعدها خرج لتلقي تعازي الوفود الشعبية .
ويمتاز نصرالله، الذي يتصدر قائمة اغتيالات الموساد حاليا، بشخصيته الكاريزمية، حيث يتمتع بحضور قوي تدعمه موهبة طبيعية في الخطابة، وكثيرا ما يستخدم موهبته في التقليل من شأن إسرائيل، من خلال السخرية من قادتها، كوصفه لباراك ب- 'الفأر' ولشارون ب- 'الضفدع'، ويرجع هذا إلي قناعته، التي كثيرا ما يكررها، بأن إسرائيل قوية في أذهاننا فقط، وعندما نسقط هذا، فسنجد أنها أوهن من بيت العنكبوت